رحيل ميسي- المال والتاريخ، دموع في برشلونة وضحكات في الأرجنتين

المؤلف: عبدالعزيز النهدي abdullazizNahdi@10.21.2025
رحيل ميسي- المال والتاريخ، دموع في برشلونة وضحكات في الأرجنتين

إن نبأ رحيل الأسطورة ليونيل ميسي عن نادي برشلونة، شكّل صدمة مدوية هزّت أرجاء العالم، وتصدرت عناوين الأخبار العاجلة في مختلف القنوات التلفزيونية والصحف ووكالات الأنباء العالمية.

ولكن، هل ارتكب ميسي خطيئة لا تغتفر؟ وهل أتى ببدعة لم يسبقه إليها أحد من عظماء الرياضة عبر التاريخ؟ أم أنه أراد معاقبة الإدارات المتعاقبة لنادي برشلونة، التي تفننت في ارتكاب الأخطاء والفساد الإداري، ليصبح هو الضحية ويدفع ثمن ذلك بمواسم عجاف خالية من الألقاب والإنجازات، وهزائم مُذلة أثارت سخرية المنافسين؟

دعونا نتذكر محمد علي كلاي، أسطورة الملاكمة وأحد أعظم الرياضيين في التاريخ، الذي خاض نزالا في أواخر مسيرته الرياضية مقابل مبلغ مغرٍ قدره 8 ملايين دولار، على الرغم من ظهور علامات مبكرة لمرض باركنسون عليه. لم يكن هذا العرض ليُرفض من قبل أسطورة، خاصة بعد أن خسر جزءا كبيرا من أمواله ومستحقاته السابقة بسبب جشع عالم الملاكمة ومروّجها الأشهر (دون كينغ).

هذا هو محمد علي كلاي، قامة رياضية شامخة، لم يدر ظهره للمال والمغريات المادية. فماذا ننتظر إذن من اللاعبين الآخرين الذين يقاربون عظمته الرياضية، أو حتى أولئك الذين هم أقل منه شأنا في عالم الرياضة بمختلف أنواعها وأجناسها؟

لقد أصبحت الأموال والعقود الضخمة الهاجس الأكبر لدى جميع الرياضيين في العصر الحديث. ولكن قلة قليلة منهم يتمكنون من الجمع بين المكاسب المادية وتحقيق إنجازات تاريخية خالدة، تماما كما فعل ليونيل ميسي ومحمد علي كلاي.

لقد أثبت ليونيل ميسي بقراره الرحيل أن اللاعب، مهما بلغ شغفه وعشقه لناديه وجمهوره، ومهما كان الارتباط وثيقا، فإنه لا يستطيع تجاهل الأسباب والحجج التي تدفعه للرحيل، خاصة إذا كان لا يزال قادرا على تقديم المزيد من العطاء والتألق في الملاعب.

وتبقى المفارقة المؤلمة، أن الفرحة العارمة التي ارتسمت على وجوه محبي ميسي في بيونس آيريس، بعد طول انتظار، قد قوبلت بدموع الحسرة والألم في كتالونيا، بعد عقد ونصف من الزمن نسيت فيه جماهير برشلونة مرارة الهزيمة والانكسار.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة